الكنافة الخشنة بالجبنة: رحلة شهية مع أسرار منال العالم

تُعد الكنافة، تلك الحلوى الشرقية العريقة، واحدة من الأطباق التي تحتل مكانة خاصة في قلوب محبي الحلويات. وبين أنواعها المتعددة، تبرز الكنافة الخشنة بالجبنة كجوهرة تزين موائد المناسبات والأفراح، مقدمةً مزيجًا فريدًا من القرمشة اللذيذة والحشوة الغنية بالجبن الذائب. وعندما نتحدث عن إتقان هذه الوصفة، فلا بد أن نتذكر اسمًا لامعًا في عالم الطهي العربي، وهي الشيف منال العالم، التي طالما أدهشتنا بلمساتها السحرية في إعداد أشهى الأطباق. في هذه المقالة، سنغوص في أعماق طريقة عمل الكنافة الخشنة بالجبنة على طريقة الشيف منال العالم، مستكشفين الأسرار والتفاصيل التي تجعلها طبقًا لا يُقاوم.

مقدمة عن الكنافة الخشنة بالجبنة

تتميز الكنافة الخشنة، المعروفة أيضًا بالكنافة الشعرية أو الكنافة العادية، بقوامها المتشابك من خيوط العجين الرفيعة المقرمشة، والتي تتحول إلى لون ذهبي شهي عند خبزها. وعندما تُدمج هذه الخيوط الذهبية مع الجبن الذائب، تتكون لوحة فنية من النكهات والملمس. لا يقتصر سحر الكنافة الخشنة بالجبنة على طعمها الرائع فحسب، بل يمتد ليشمل رائحتها الزكية التي تعبق في أرجاء المكان، وحركتها الجذابة وهي تُقطع وتُقدم ساخنة. إنها حلوى تبعث على البهجة وتجمع العائلة والأصدقاء حول مائدة واحدة.

لماذا الكنافة الخشنة بالجبنة؟

تُفضل الكنافة الخشنة بالجبنة لدى الكثيرين لعدة أسباب:

القوام الفريد: توفر خيوط العجين المقرمشة تباينًا ممتعًا مع نعومة الجبن الذائب، مما يخلق تجربة حسية غنية.
التنوع في الحشوات: على الرغم من أن الجبن هو المكون الأساسي، إلا أن هناك أنواعًا مختلفة من الجبن يمكن استخدامها، مما يمنح كل طبق لمسة خاصة.
التقديم الاحتفالي: تُعد الكنافة بالجبنة طبقًا مثاليًا للمناسبات الخاصة، حيث تبدو رائعة عند تقديمها وتثير إعجاب الضيوف.
الحلاوة المتوازنة: يمكن التحكم في مستوى حلاوة القطر (الشيرة) لتتناسب مع ذوق كل شخص، مما يجعلها حلوى ليست مفرطة في السكر.

أسرار الشيف منال العالم في إعداد الكنافة الخشنة بالجبنة

تُعرف الشيف منال العالم بأسلوبها الدقيق والمبتكر في الطهي، وهي لا تترك تفصيلاً صغيراً إلا وتعمل على إتقانه. في وصفة الكنافة الخشنة بالجبنة، تبرز بعض النقاط الأساسية التي تضمن لك الحصول على نتيجة احترافية:

1. اختيار عجينة الكنافة المثالية

يُعد اختيار عجينة الكنافة الخشنة الجيدة هو الخطوة الأولى نحو النجاح. يجب أن تكون العجينة طازجة، ذات لون فاتح، وخيوطها متماسكة وليست مفتتة بشكل مبالغ فيه.

نصيحة الشيف منال: تنصح الشيف منال بالتأكد من أن عجينة الكنافة ليست جافة جدًا أو رطبة جدًا. إذا كانت جافة، قد تتفتت أثناء التحضير، وإذا كانت رطبة، قد تصبح لزجة ولا تحصل على القرمشة المطلوبة.

2. تحضير خليط السمن والزيت الذهبي

يُعد السمن والزيت الوقود الذي يمنح الكنافة لونها الذهبي وقرمشتها الرائعة.

نسبة السمن إلى الزيت: غالبًا ما تفضل الشيف منال استخدام مزيج من السمن والزيت، حيث يمنح السمن نكهة غنية، بينما يساعد الزيت في الحصول على قرمشة مثالية. قد تصل النسبة إلى 2:1 (سمن إلى زيت) أو 1:1 حسب الذوق.
تسخين المزيج: يجب تسخين مزيج السمن والزيت جيدًا قبل استخدامه، بحيث يكون دافئًا عند وضعه على عجينة الكنافة.

3. تفتيت وتوزيع العجينة بعناية

قبل البدء في تشكيل الكنافة، يجب تفتيت عجينة الكنافة جيدًا.

طريقة التفتيت: يمكن تفتيت العجينة باليد، مع الحرص على فصل الخيوط عن بعضها البعض دون تكسيرها بشكل مفرط. البعض يفضل استخدام محضرة الطعام لبضع ثوانٍ، لكن يجب الحذر حتى لا تتحول إلى عجينة ناعمة جدًا.
التوزيع المتساوي: بعد تفتيتها، تُغمر عجينة الكنافة بكمية وفيرة من خليط السمن والزيت الدافئ، وتُقلب جيدًا حتى تتشبع كل خيط من خيوط العجين. هذه الخطوة ضرورية لضمان الحصول على لون موحد وقرمشة متساوية.

4. اختيار الجبن المناسب: سر الحشوة الذائبة

يُعد اختيار نوع الجبن المناسب للحشوة أمرًا حاسمًا. الهدف هو الحصول على جبن يذوب جيدًا ويعطي قوامًا مطاطيًا ولذيذًا دون أن يكون مالحًا جدًا أو ينساب خارج الكنافة.

أنواع الجبن المفضلة:
جبنة العكاوي: تُعد جبنة العكاوي من الخيارات الكلاسيكية، وهي تتميز بقوامها الطري وملوحتها المعتدلة. يجب نقعها في الماء لعدة ساعات أو غليها وتغيير الماء عدة مرات للتخلص من الملوحة الزائدة.
جبنة الموزاريلا: تمنح جبنة الموزاريلا القوام المطاطي والذوبان المميز، لكنها قد تكون قليلة النكهة بمفردها.
جبنة نابلسية: تشبه جبنة العكاوي، وتتطلب أيضًا التخلص من الملوحة.
خلطة الأجبان: غالبًا ما تفضل الشيف منال خلط أنواع مختلفة من الجبن للحصول على أفضل النتائج. قد تمزج بين جبنة عكاوي منزوعة الملوحة مع جبنة موزاريلا مبشورة، أو تضيف القليل من جبنة قريش أو فيتا (بعد إزالة ملحها) لإضافة نكهة مميزة.
تحضير الجبن: بعد اختيار نوع الجبن، يجب إعداده. إذا كنت تستخدم جبنة عكاوي أو نابلسية، تأكد من نقعها أو غليها للتخلص من الملوحة الزائدة. ثم تُبشر أو تُقطع إلى قطع صغيرة.

5. تشكيل الكنافة: طبقات من الإتقان

تتطلب عملية تشكيل الكنافة دقة وصبراً.

صينية الخبز: تُستخدم صينية خبز مناسبة، تُدهن بقليل من السمن أو الزيت.
الطبقة السفلية: تُوضع نصف كمية عجينة الكنافة المشبعة بالسمن والزيت في قاع الصينية، وتُضغط جيدًا وبشكل متساوٍ لتشكيل قاعدة متماسكة. يمكن استخدام قاع كوب أو طبق مسطح للمساعدة في الضغط.
وضع الحشوة: تُوزع حشوة الجبن فوق الطبقة السفلية من الكنافة، مع ترك مسافة صغيرة حول الأطراف لمنع تسرب الجبن أثناء الخبز.
الطبقة العلوية: تُغطى حشوة الجبن بباقي كمية عجينة الكنافة، وتُضغط بلطف لتتماسك الطبقتان.

6. الخبز على نار هادئة: فن الصبر والتحمير

تُعد عملية الخبز من أهم مراحل إعداد الكنافة.

درجة الحرارة: تُخبز الكنافة في فرن مسخن مسبقًا على درجة حرارة متوسطة (حوالي 180-200 درجة مئوية).
التقليب: بعد أن تبدأ الأطراف في التحول إلى اللون الذهبي، تُقلب الكنافة بحذر إلى طبق آخر، ثم تُعاد إلى الصينية لتُخبز من الجهة الأخرى. هذه الخطوة تضمن الحصول على لون ذهبي موحد لكلا الجانبين.
مراقبة اللون: يجب مراقبة الكنافة باستمرار للتأكد من أنها تأخذ اللون الذهبي الجميل المطلوب دون أن تحترق.

7. تحضير القطر (الشيرة): توازن الحلاوة

القطر هو الشراب الذي يضفي الحلاوة على الكنافة ويمنحها لمعانها المميز.

المكونات: يُحضر القطر عادةً من السكر والماء، مع إضافة قطرات من عصير الليمون لمنع التبلور.
درجة الكثافة: تفضل الشيف منال القطر متوسط الكثافة. يجب أن يكون ساخنًا عند سكبه على الكنافة الساخنة.
النكهات الإضافية: يمكن إضافة نكهات مثل ماء الورد أو ماء الزهر أو القرفة لإضفاء لمسة إضافية على القطر.
نسبة السكر إلى الماء: نسبة 2:1 (سكر إلى ماء) هي نسبة شائعة، مع إضافة ملعقة كبيرة من عصير الليمون.

8. سقي الكنافة بالقطر: اللمسة النهائية الساحرة

بعد خروج الكنافة من الفرن، يجب سقيها بالقطر فورًا.

التقطير المتساوي: يُسكب القطر الساخن ببطء وبشكل متساوٍ فوق الكنافة الساخنة. ستسمع صوت “تششش” المميز، وهو علامة على أن الكنافة تتشرب القطر.
كمية القطر: تعتمد كمية القطر على الذوق الشخصي. البعض يفضلها حلوة جدًا، والبعض الآخر يفضلها أقل حلاوة. يجب البدء بكمية معقولة وإضافة المزيد حسب الرغبة.

9. التزيين والتقديم: لمسات جمالية

لإكمال تجربة الكنافة الخشنة بالجبنة، تأتي مرحلة التزيين.

الفستق الحلبي: يُعد الفستق الحلبي المطحون أو المفروم من أكثر أنواع التزيين شيوعًا، حيث يضيف لونًا زاهيًا وقرمشة إضافية.
القشطة: يمكن تقديم الكنافة مع طبق جانبي من القشطة الطازجة، وهي إضافة كلاسيكية تزيد من فخامة الطبق.
التقديم الساخن: تُقدم الكنافة الخشنة بالجبنة عادةً وهي ساخنة، لضمان استمتاعك بالجبن الذائب والقوام المقرمش.

نصائح إضافية لنجاح وصفة الكنافة الخشنة بالجبنة

استخدام سمن بلدي عالي الجودة: السمن البلدي الأصيل يمنح الكنافة نكهة لا تُضاهى.
لا تستعجل عملية الخبز: التحمير البطيء على نار هادئة يضمن حصولك على لون موحد وقرمشة مثالية.
التخلص الجيد من ملوحة الجبن: إذا كنت تستخدم أجبانًا مالحة، فإن خطوة نقعها أو غليها هي خطوة لا غنى عنها.
الاستمتاع بالعملية: إعداد الكنافة هو فن يتطلب بعض الصبر، لكن النتيجة النهائية تستحق كل هذا الجهد.

خاتمة عن الكنافة الخشنة بالجبنة

تُعد الكنافة الخشنة بالجبنة طبقًا يحتفي بالتراث العربي، وعندما تُعد على طريقة الشيف منال العالم، فإنها تتحول إلى تحفة فنية لا تُقاوم. إنها ليست مجرد حلوى، بل هي تجربة حسية غنية تجمع بين قرمشة العجين الذهبي، وذوبان الجبن الشهي، وحلاوة القطر المتوازنة. باتباع هذه الخطوات والأسرار، يمكنك إبهار عائلتك وأصدقائك بتقديم كنافة خشنة بالجبنة تضاهي بل تتفوق على أشهى ما يُقدم في أرقى المحلات.